سيدنا زيد بن حارثة

الصحابي الطفل الذي تربّى في حِجر النبي عليه الصلاة والسلام، والذي كان أوّل من أسلم من الموالي


فهو من السابقين الأوّلين إلى الإسلام، ومقرّبٌ إلى خير الأنام ﷺ، وقد كان لقبه لقبًا عظيمًا، ألا وهو حِبّ رسول الله، إنَّه الصحابي الجليل سيّدنا زيد رضي الله تعالى عنه وأرضاه!!. وهو الصحابي الوحيد الذي ذكر اسمه في القرآن الكريم:


﴿فَلَمَّا قَضَىٰ زَيۡدٞ مِّنۡهَا وَطَرٗا﴾


وفي قصته عبر وعظات، وحكمٌ عظيمة تدلّ على عِظَم خُلُق رسول الله ﷺ الذي قال عنه ربه عزّ وجلّ:


﴿وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾



هات نقرأ قصته:


سيّدنا زيد بن حارثة رضي الله تعالى عنه عندما كان طفلًا خُطِف، وبيع في أسواق العبيد، فاشتراه ابن أخ السيدة خديجة رضي الله تعالى عنها، وأهداه لعمّته، فلمّا تزوّجها رسول اللَّه ﷺ وهبته له


فصار زيد رضي الله تعالى عنه عبدًا عند رسول الله ﷺ فيا له من شرف عظيم!!، ولَمّا أتى موسم الحجّ بعد زواج النبي ﷺ من السيّدة خديجة رضي الله تعالى عنها تعرّف على زيد رضي الله تعالى عنه أحد أقربائه، فأخبر والده أنّ ابنه زيدًا في مكّة المكرّمة، هنا شدّ والده، وعمّه الرحال، وقدما إلى مكّة لكي يسترجعا زيدًا رضي الله تعالى عنه إلى كنف العائلة، فما كان من النبي ﷺ إلّا أن يجعل الخيار لزيد رضي الله تعالى عنه، فهو يختار إمّا البقاء مع رسول الله ﷺ، وإمّا الرجوع مع أبيه!!! فما كان من زيد رضي الله تعالى عنه بفطرته السليمة العظيمة إلّا أن يختار النبي ﷺ، وهنا غضب والده كيف فضّل العبوديّة على الحرّيّة، وعلى أبيه؟! فأخبرهم زيد رضي الله تعالى عنه أنّه وجد عند النبيّ من الإكرام، والمعاملة الحسنة ما لم يجده عند غيره، فكافأ النبي ﷺ زيدًا رضي الله تعالى عنه وذهب به إلى الكعبة المشرّفة، وأعلن أمام قريش، فقال: يا أهل قريش! اشهدوا هذا زيدٌ ابني!!، فعاد والد زيد رضي الله تعالى عنه فرحًا فقد اطمأنّ على ابنه، وفلذة كبده، وظلّ زيد رضي الله تعالى عنه مع النبي ﷺ إلى أن جاء الإسلام، وحرّم التبنّي، فعاد نسبه إلى أبيه زيد بن حارثة رضي الله تعالى عنه.



استشهاده:


استشهد زيد بن حارثة رضي الله تعالى عنه وهو ابن خمس وخمسين سنة في غزوة مؤتة سنة 8 للهجرة.



في الختام:


أحبّائي الأطفال! من خلال هذه القصة نأخذ عبرةً عظيمة تتجلّى في خُلق النبي ﷺ في التعامل حتى مع العبيد، هذه الأخلاق التي جعلت سيدنا زيدًا يفضّل البقاء في كنف النبي ﷺ على أن يرجع إلى أبيه وعائلته، إنّها الأخلاق التي جعل الله تعالى لها مرتبةً عالية في جنّاته، فالمفاضلة في ديننا تكون في الأخلاق، والتقوى، فأقرب الناس للنبي ﷺ، وأعلاهم مرتبة في الجنّة وأحسنهم خلقا. نسأل الله أن يهدينا لأحسن الأخلاق، فإنّه لا يهدي لأحسنها إلّا هو حتّى نصل إلى هذه الرتبة العظيمة، ألَا وهي مرافقة خير البشر أجمعين سيّد الأولين والآخرين، عليه أفضل الصلاة وأتمّ التسليم.


Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *